الاقتصاد الصيني مهدد بشيخوخة السكان وتدني معدلات الإنجاب
تواجه الصين ضغوطات على اقتصادها بسبب ابتعاد الأجيال الجديدة عن فكرة الإنجاب أو تأجيلها، مما ينذر بمرحلة يمكن أن يكون فيها مواطنو الدولة أكثر ثراء لكنهم كبار في السن، مما يمثل تهديدًا للاقتصاد.
تقول شابة صينية تدعى “سيسي” إنها لا ترغب في الإنجاب قبل بلوغ سن الخامسة والثلاثين، على الرغم من ضغط والدتها من أجل الزواج والإنجاب.
حالة “سيسي” ليست فريدة من نوعها، إذ تنتشر حول العالم، لكن الظاهرة تهيمن بشدة في الصين، لدرجة أنه خلال العام الماضي انخفض عدد السكان في البلاد بنحو 850 ألف نسمة، وهو الانخفاض الأول منذ أكثر من خمسين عاما.
ويعود هذا التطور إلى نسبة المواليد المتراجعة بشدة.
تحديات اقتصادية:
يمثل هذا التراجع في أعداد السكان إنذارا قويًا بشأن مشكلات خطيرة قد تواجه اقتصاد الصين، مثل:
- انخفاض عدد العمال المنتجين: سيؤدي انخفاض عدد العمال المنتجين إلى نقص في العمالة الماهرة وانخفاض الإنتاجية، مما قد يؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي.
- زيادة الأعباء على النظام الصحي: سيحتاج عدد أكبر من كبار السن إلى الرعاية الطبية، مما سيؤدي إلى زيادة الأعباء على النظام الصحي الصيني.
- زيادة العجز في صناديق التقاعد: سيحتاج عدد أكبر من المتقاعدين إلى صرف معاشات أكبر، مما سيؤدي إلى زيادة العجز في صناديق التقاعد الصينية.
هذه التحديات الاقتصادية قد تؤدي إلى تفاقم عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية في الصين، وقد تضعف القدرة التنافسية للاقتصاد الصيني على المستوى الدولي.
جهود الحكومة الصينية:
الحكومة الصينية كانت مدركة جيداً لهذا الأمر وعلى أساسه قامت بـ:
- رفع الحد الأقصى للإنجاب: رفعت الحكومة الصينية الحد الأقصى للإنجاب من طفلين إلى ثلاثة أطفال في عام 2016، ثم إلى أربعة أطفال في عام 2021.
- تقديم الحوافز المالية للإنجاب: تقدم الحكومة الصينية حوافز مالية للعائلات التي تنجب أكثر من طفلين، مثل الإعفاءات الضريبية ومنح الولادة.
- تحسين نظام الرعاية الصحية ونظام التقاعد: تعمل الحكومة الصينية على تحسين نظام الرعاية الصحية ونظام التقاعد لتوفير الرعاية الكافية لكبار السن.
على الرغم من هذه الجهود، إلا أن شيخوخة السكان وتدني معدلات الإنجاب يشكلان تحديًا كبيرًا للاقتصاد الصيني، وسيتطلب حلهما جهودًا كبيرة من الحكومة الصينية والمجتمع ككل.
