التوترات بين بريطانيا والصين تزداد بعد اتهامات بالتجسس

39

أعلنت الحكومة الصينية اليوم الاثنين أنها “ترفض بشدة” الاتهامات بالتجسس في بريطانيا بعد توقيف رجل في ادنبره يشتبه انه كان يجمع معلومات لحساب بكين.

جاء ذلك بعد أن أعرب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عن قلقه من “التدخلات” المحتملة للصين غداة الاعلان عن هذا التوقيف في الصحافة البريطانية.

وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه بريطانيا و الصين تحسين العلاقات بينهما بعد سنوات من التوتر.

التطورات الأخيرة

في 10 سبتمبر 2023، أعلنت الشرطة البريطانية توقيف شخص في العشرينات من عمره في منزله في ادنبره بتهمة التجسس.

وذكرت صحيفة “صنداي تايمز” أنه باحث كان على اتصال بنواب من حزب المحافظين الحاكم أثناء عمله مساعدا في البرلمان.

وقد أوقفه عناصر من الشرطة في آذار/مارس مع رجل آخر في الثلاثينات بشبهة مخالفة القانون المتعلق بالاسرار الرسمية.

وأوضحت شرطة لندن انه تم الافراج عن الشخصين في انتظار مرحلة جديدة من الاجراء في مطلع تشرين الاول/اكتوبر بدون اعطاء المزيد من التفاصيل.

ولكن الباحث الذي لم يكشف اسمه نفى الاثنين ان يكون “جاسوسا للصين” ودفع ببراءته بحسب بيان أصدره محاموه.

تصعيد التوترات

أثارت هذه التوقيفات ردود فعل غاضبة من جانب الحكومة الصينية، التي نفت الاتهامات بشدة ووصفتها بأنها “افتراء” و”مهزلة سياسية”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ إن “الزعم بأن الصين تقوم بالتجسس على المملكة المتحدة لا أساس له وترفضه الصين بشكل حازم”.

وأضافت “نطالب الجانب البريطاني بوقف نشر معلومات خاطئة ووقف مناوراته السياسية المناهضة للصين وتشويه السمعة الخبيث”.

ودفعت هذه التوقيفات برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الى التعبير لنظيره الصيني لي تشيانغ خلال اجتماع بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين التي استضافتها نيودلهي، عن “قلقه الشديد إزاء موضوع “تدخلات” بكين في “الديموقراطية البرلمانية البريطانية”.

وقال “لقد أثرت مجموعة مخاوف في مجالات التباين وعلى وجه الخصوص قلقي الشديد من أي تدخل في ديموقراطيتنا البرلمانية”. وشدد على أن ذلك “غير مقبول اطلاقا”.

علاقات متوترة

تدهورت العلاقات بين بريطانيا والصين بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث تتباين مواقف البلدين بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك قمع الحركة المؤيدة للديموقراطية في هونغ كونغ، ومصير أقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينجيانغ، وانتهاكات حقوق الإنسان في التيبت.

وكانت زيارة وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إلى الصين في آب/أغسطس الماضي، وهي الأولى لوزير خارجية بريطاني منذ 2018، قد فشلت في تحقيق أي تقدم في تحسين العلاقات بين البلدين.

تداعيات محتملة

من المحتمل أن تؤدي التوترات المتزايدة بين بريطانيا والصين إلى مزيد من التصعيد في الصراع بينهما.

فقد تفرض بريطانيا المزيد من العقوبات على الصين، أو قد تتعاون مع دول أخرى في المنطقة لممارسة الضغط على بكين.

من جانبها، قد تلجأ الصين إلى مزيد من الإجراءات التعسفية ضد البريطانيين في الصين، أو قد تحاول عرقلة مصالح بريطانيا في العالم.

وعلى المدى الطويل، قد يؤدي استمرار التوتر بين بريطانيا والصين إلى تقويض النظام الدولي القائم على القواعد، والذي يعتمد على التعاون بين القوى الكبرى.

المصدر: gutzy

قد يعجبك ايضا