المقابر الامبراطورية لسلالتي مينغ وكينغ

تعتبرُ المقابر الامبراطورية لسلالتي مينغ وكينغ من روائع العبقرية البشرية الإبداعية بسبب اندماجها العضوي في الطبيعة، وهي شهادة فريدة على التقاليد الثقافية والمعمارية لآخر سلالتين إقطاعيين وهم (مينج وتشينغ) في تاريخ الصين بين القرنين الرابع عشر والعشرين.

وفي هذا المقال سنقدم اهم المعلومات حول هذه المقابر الإمبراطورية، كما سنوضح أهم أسباب تميزها وما هي الإجراءات المتبعة لحمايتها.

موقع وتاريخ بناء المقابر الامبراطورية في الصين

تم بناء المقابر الامبراطورية الخاصة بمينغ وكينغ بين عامي 1368 و1915 م في بلدية بكين ومقاطعة خبي ومقاطعة هوبى ومقاطعة جيانغسو ومقاطعة لياونينغ الصينية. تقع هذه المقابر الامبراطورية في مواقع طوبوغرافية تم اختيارها بعناية وفقًا لمبادئ (فنغشوي) وتتألف من العديد من المباني ذات التصميم المعماري التقليدي. 

تم وضع المقابر والمباني وفقًا للقواعد الهرمية الصينية وتضم طرقًا مقدسة تصطف عليها الآثار الحجرية والمنحوتات الأثرية المصممة لتستوعب الاحتفالات الملكية التي تقام فيها. وعليه فهي توضح الأهمية الكبيرة التي أعطاها حكام مينغ وتشينغ على مدى خمسة قرون لبناء ضريح مهيب، مما يعكس الإيمان بالحياة الآخرة وتأكيد قوّة السلطة.

المقابر الامبراطورية لسلالتي مينغ وكينغ واندماجها مع الطبيعة

في الحقيقة إنها أعمال رائعة تجمعُ بين الفنون المعمارية لحضارات هان والمانشو. كما يعكس موقعهم وتخطيطهم وتصميمهم كلاً من الفكرة الفلسفية عن “الانسجام بين الإنسان والطبيعة” وفقًا لمبادئ فنغشوي وقواعد التسلسل الهرمي الاجتماعي. ويوضح مفهوم العالم والقوة السائدة في الفترة اللاحقة من المجتمع الصيني القديم.

كما تم دمج هياكل المقابر الإمبراطورية في البيئة الطبيعية بشكل مثالي مما شكّل مجموعةً فريدة من المناظر الطبيعية الثقافية. إنها أمثلة استثنائية للمقابر الإمبراطورية القديمة للصين.

اقرأ أيضاً: شلالات تستحق الزيارة في شرق آسيا.. شلالات هوانغ قاشو في الصين

معايير تميّز المقابر الامبراطورية لسلالتي مينغ وكينغ

1. التكامل المتناغم للمجموعات المعمارية الرائعة في بيئة طبيعية تم اختيارها لتلبية معايير (فنغشوي) يجعل المقابر الامبراطورية وخاصة لسلالتي مينغ وكينغ من روائع عبقرية الإنسان الإبداعية.
2. تمثل المقابر مرحلة من التطور. ثم تم دمج التقاليد السابقة في أشكال سلالات مينغ وتشينغ. وأصبحت أيضًا أساسًا للتطور اللاحق.
3. الضريح الإمبراطوري هو شهادة بارزة على تقليد ثقافي ومعماري سيطر على هذا الجزء من العالم لأكثر من خمسمائة عام.
4. مقابر مينغ وتشينغ هي رسوم توضيحية مبهرة للمعتقدات والنظريات السائدة في الصين الإقطاعية. لقد كانت بمثابة صرح دفن لشخصيات بارزة وكمسرح للأحداث الكبرى التي ميزت تاريخ الصين.

الإجراءات المتبعة للحفاظ على المقابر الامبراطورية الخاصة بسلالتي مينغ وكينغ

• تم الحفاظ على جميع السمات التي تحمل القيم العالمية البارزة للممتلكات بما في ذلك الأدلة المادية والعناصر الروحية والمعلومات التاريخية.
• كما تم الحفاظ على المباني الرئيسية والغرف الموجودة تحت الأرض في حالة جيدة. وتمّ حماية المخططات العامة.
• لا تزال التضاريس والأوضاع الطبيعية للضريح. والتي تم اختيارها وفقًا لمبادئ فنغشوي، قائمة حتى يومنا هذا.
• بالإضافة إلى ذلك فقد تم ترميم عدد قليل من المباني المفقودة بشكلٍ يتوافق السجلات التاريخية الثابتة والمواد الأثرية.

قد يهمك: السياحة في كيب بريتون كندا وأهم المعالم السياحية هناك

ختامًا يمكن القول أن المقابر الامبراطورية الخاصة بعائلتي مينغ وكينغ هي مثال حي على تاريخ الصين العظيم وشاهد على بطولة شعبها العريق الذي كافح ليصل إلى ما هو عليه الآن.