دبلوماسية الباندا في الصين: رمز للسلام أم أداة سياسية؟

61

تعود ثلاثة من حيوانات الباندا العملاقة التي كانت تعيش في حديقة الحيوان الوطنية في واشنطن العاصمة إلى الصين قبل نهاية العام.

هذا القرار يثير تساؤلات حول دبلوماسية الباندا، وهي ممارسة تتمثل في إقراض الصين حيوانات الباندا إلى حدائق الحيوان في جميع أنحاء العالم.

ما هي دبلوماسية الباندا؟

دبلوماسية الباندا هي ممارسة تتمثل في إقراض الصين حيوانات الباندا إلى حدائق الحيوان في جميع أنحاء العالم.

بدأت هذه الممارسة في عهد أسرة تانغ (618-907) عندما كانت الصين تقدم الدببة كهدايا دبلوماسية.

استمر التقليد حتى القرن العشرين، عندما بدأت الصين في إقراض الدببة لمدة 10 سنوات.

لماذا تعود الباندا إلى الصين؟

في حالة واشنطن، ينتهي اتفاق القرض في ديسمبر، وسيتم إعادة الدببة الثلاثة السود والبيض إلى الصين.

تم تمديد الاتفاق بالفعل ثلاث مرات.

في حالة الولايات المتحدة بشكل عام، يتكهن المحللون بأن استدعاء الباندا يمكن أن يكون أكثر من مجرد نهاية اتفاقية القرض.

قال كورت تونغ، المحلل في شركة آسيا جروب للاستشارات ودبلوماسي سابق لوكالة الأنباء الفرنسية: “بالنظر إلى النهاة الحالية للعلاقات الأمريكية الصينية، ليس من المستغرب أن تسمح السلطات الصينية بانتهاء عقود الباندا مع حدائق الحيوان الأمريكية”.

هل سبق لبلد أن قال لا للباندا؟

نعم، في عام 2005، رفضت تايوان اثنين من الباندا التي قدمتها الصين.

تم تسميتهم توان توان ويوان يوان، مما يعني الوحدة ولم الشمل.

بعد انتخابات عام 2008 في تايوان، التي جلبت حكومة جديدة إلى السلطة، تم قبول الباندا.

القيمة المالية والتأثير الثقافي لدبلوماسية الباندا

بالإضافة إلى دلالاتها السياسية والاقتصادية، فإن دبلوماسية الباندا لها أيضًا قيمة مالية وتأثير ثقافي كبير.

القيمة المالية

تتقاضى الصين رسومًا سنوية تبلغ حوالي مليون دولار لكل دب باندا يتم إعارتها.

هذه الرسوم يمكن أن تكون مصدرًا كبيرًا للدخل للحدائق الحيوان المضيفة، خاصة في البلدان النامية.

في عام 2015، ذكرت صحيفة الغارديان أن حديقة حيوان سان دييغو في الولايات المتحدة حققت إيرادات بقيمة 12.3 مليون دولار من الباندا التي كانت تستضيفها.

التأثير الثقافي

تعد الباندا من أشهر الحيوانات في العالم، وهي رمز للسلام والوئام. إن وجود الباندا في حديقة حيوان يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ويساعد على تعزيز صورة البلد المضيفة كمكان جذاب للزيارة.

في عام 2014، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن زيارة الباندا إلى حديقة حيوانات طوكيو في اليابان جذبت أكثر من 2.5 مليون زائر.

دبلوماسية الباندا هي ممارسة معقدة لها العديد من الجوانب المختلفة.

إنها أداة دبلوماسية قوية يمكنها أن تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدان، ولكنها لها أيضًا قيمة مالية وتأثير ثقافي كبير.

المصدر: aljazeera

قد يعجبك ايضا