رحيل زونغ تشينغهو أغنى رجال الصين.. فمن هو؟

14

توفي اليوم الأحد الموافق 25 فبراير 2024، رجل الأعمال الصيني زونغ تشينغهو عن عمر يناهز 79 عاماً، بعد صراع مع مرض لم يكشف عنه.

وكان تشينغهو مؤسس مجموعة “واهاها”، واحدة من أكبر شركات المواد الغذائية في الصين، وأغنى رجل في البلاد في العام 2010، بحسب مجلة “فوربس”.

مسيرة حافلة بالنجاحات والتحديات

ولد تشينغهو في عام 1945 في مقاطعة تشجيانغ الصينية، وتخرج من كلية الطب الصيني التقليدي في هانغتشو.

وعمل في البداية كمعلم في مدرسة ثانوية، قبل أن يدخل عالم الأعمال في سن الأربعين.

وبدأ تشينغهو مشروعه الأول في عام 1987، عندما أسس شركة “واهاها”، التي كانت تنتج مشروبات غازية للأطفال، وكان اسمها مستوحى من صوت ضحك الأطفال باللغة الصينية.

وتمكن تشينغهو من توسيع نطاق أعماله بسرعة، وأضاف إلى منتجاته المياه المعبأة والشاي والحليب والملابس وغيرها.

واجه تشينغهو العديد من التحديات والصعوبات في مسيرته الاحترافية، منها النزاعات مع الحكومة الصينية والمنافسين والشركاء.

وفي أحد الأحداث البارزة، تعرض تشينغهو للإفلاس في عام 1996، بعد أن فقد حقوقه على اسم “واهاها”، واضطر للنوم تحت جسر في بكين لعدم قدرته على دفع تكاليف الإقامة في فندق.

ولكنه لم يستسلم، واستعاد اسمه التجاري بعد معركة قضائية طويلة، وأعاد بناء شركته من جديد.

وحقق تشينغهو إنجازات مذهلة في عالم الأعمال، حيث أصبح في العام 2010 أغنى رجل في الصين، مع ثروة تقدر بنحو 8 مليارات دولار، بحسب مجلة “فوربس”.

واحتل في العام 2023 المرتبة 53 في قائمة أبرز الأثرياء الصينيين، مع ثروة قدرها 5,9 مليارات دولار.

وكان تشينغهو معروفا بشخصيته القوية والجريئة، ولم يخش من التعبير عن رأيه وانتقاده للسياسات الحكومية أو الممارسات التجارية.

وكان أيضا مولعا بالفن والثقافة، ودعم العديد من المشاريع الخيرية والتعليمية.

وفاة مفاجئة وحزينة

في يوم الأحد الموافق 25 فبراير 2024، أعلنت شركة “واهاها” عن وفاة مؤسسها ورئيسها زونغ تشينغهو، عبر منشور على منصة “ويبو”، وهي شبكة اجتماعية صينية شهيرة.

وقالت الشركة إن تشينغهو توفي بعدما “أثبت العلاج الذي كان يتلقاه لأحد الأمراض أنه غير فعال”.

ولم تذكر الشركة تفاصيل عن نوع المرض أو مكان وفاة تشينغهو، لكنها أعربت عن حزنها الشديد وتقديرها لمساهماته العظيمة في تطوير الصناعة الغذائية الصينية.

وقالت الشركة إنها ستواصل العمل بما يتوافق مع رؤية وقيم تشينغهو، وستحافظ على جودة وسمعة منتجاتها.

وكانت وسائل إعلام رسمية صينية ذكرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن تشينغهو نقل إلى المستشفى في حالة حرجة، دون أن تحدد سبب إصابته.

وتناقلت بعض التقارير الإعلامية شائعات عن إصابته بفيروس كورونا المستجد، لكنها لم تؤكد من مصادر موثوقة.

وأثارت وفاة تشينغهو ردود فعل متباينة في الصين وخارجها، حيث نعاه العديد من الشخصيات العامة والمؤسسات والمواطنين، ووصفوه بالرائد والمبدع والملهم.

وفي المقابل، انتقد بعض الناشطين والمعارضين سجله الحقوقي والبيئي والاجتماعي، واتهموه بالاستغلال والفساد والتواطؤ مع النظام الصيني.

وطالبوا بالكشف عن حقيقة وفاته ومسؤوليته عن العديد من المخالفات والجرائم.

وفي ظل هذه الظروف المأساوية، يبقى زونغ تشينغهو شخصية مثيرة للجدل والاهتمام، ويمثل قصة نجاح وفشل وصراع في عالم الأعمال الصيني والعالمي.

ويترك وراءه إرثاً ضخماً ومعقداً، يحتاج إلى دراسة وتقييم عادل وموضوعي.

قد يعجبك ايضا