فعاليات مهرجان الفوانيس في الصين

92

إليك فعاليات مهرجان الفوانيس في الصين حيث أن المهرجانات ليست مناسبةً عابرةً ولا حدثًا احتفاليًّا، بل هي ذات قيمة عالية وأثر كبير للتاريخ وممثلًا شاهدًا على الفكر الحضاري المتقدم ومسار صحيح لنهوض البلاد. فتشكل المهرجانات التي تقيمها البلاد في أي دولة التطور الثقافي لها، فيما بعد يمكن أن تتحول هذه المهرجانات إلى مناسبات سنوية تحتفل بها الدولة باستمرار وتتناقل عبر الأجيال وهذا ما يدعم ثقافة البلاد وتقدمها والتي تتحول قادمًا إلى عملية تداول المعارف والثقافات.

 فعاليات مهرجان الفوانيس في الصين

يعتبر مهرجان الفوانيس في الصين من أشهر المهرجانات الوطنية التي يحتفل بها سنويًّا. يحتفل به الصينيون في أواخر الشهر 15 من السنة الصينية القمرية، أي حوالي نهاية الشهر الثاني وبداية الشهر الثالث من السنة الميلاديّة، وبالتالي في نهاية شهر شباط، وبداية آذار (مارس). وهذا اليوم يمثل آخر أيام احتفالات رأس السنة القمرية الصينية. يقوم الأطفال في احتفالات هذا المهرجان بالخروج ليلًا حاملين معهم الفوانيس الورقية ذات الأحجيات.

في قديم العصور، كانت الفوانيس الكبيرة محتكرة للأمراء والسلاطين فقط، أما عامة الشعب فكانوا يستخدمون فوانيس صغيرة بدائيّة جدًّا. أما حديثًا، هناك فوانيس بأشكال متنوعة أشهرها أشكال الحيوانات. يوجد ارتباط روحي كبير  وثيق مع الفوانيس في مختلف البلدان وخاصّةً الصين، فهي تشير  إلى نسيان الأمس والبدء من جديد. ويتم استخدام اللون الأحمر بشكلٍ دائمٍ للدلالة على الحظ السعيد.

الجدير بالذكر أنّه يوجد مهرجان يقام في منتصف فصل الخريف في دولة الصين، يُطلق عليه البعض اسم مهرجان الفوانيس، إلا أنّه يختلف عن المهرجان الأصلي الذي يقام احتفالًا بنهاية العام القمري الصيني. من ناحية أخرى، يمكن القول أنّ مهرجان الفوانيس الصيني أصبح مشهورًا بشكلٍ كبيرٍ في الكثير من البلدان، ولا سيّما التي تضم جالية صينيين بأعدادٍ ضخمةٍ.  أشهر أنواع الفوانيس في مهرجان الصين هو فانوس التنين الذي يطلق ألعابًا نارية من فمه الكبير. وأخيرًا يتناول الصينيون بمناسبة مهرجان الفوانيس كرات الرز المحشية بالمكسرات والفواكه.

قد يهمك: لماذا تلقب الصين بالعملاق النائم؟

مهرجان الفوانيس في الصين

أساطير عن أصول المهرجان

هناك الكثير من الأساطير عن أصول المهرجان، ومنها الأسطورة المتوارثة عن الأب البوذي الكبير الذي غضب من منطقة وذلك لأنهم قتلوا البجعة الخاصة به، وعندها قرّر حرق المنطقة وقتل أهلها وتدميرها كليًّا، وبعد ذلك ظهرت جنية وقامت بنصح السكان بصنع الفوانيس وإضاءتها في كل أنحاء البلدة وذلك في يوم قدوم الملك إلى المنطقة، وبعد وصوله تفاجأ بالإنارة القوية فظن أنّ البلدة قد أُحرقَت، وهكذا تمّ خداعه أنَّ أنوار الفوانيس هي لهيبٌ للنيران المشتعلة. ومنذ ذلك الوقت يحتفل أهالي المنطقة بالفوانيس المنقذة التي أهدتهم حياةً جديدةً، لذلك يعتبر الصينيون أنّ الفوانيس الملونة، وخصوصًا ذات اللون الأحمر هي رمز للتفاؤل والحظ الجيّد.

قد يهمك: أعلى جسر في الصين

خصائص مهرجان الفوانيس في الصين

١-عمل مزيج بين الموضة الحديثة والتقاليد المعروفة. والزاوية التقليدية في مهرجانات الفوانيس هو زمان إقامتها، أي في رأس السنة من كل عام قمري صيني. أما المهرجانات النهرية للفوانيس التي تقدم بها القرابين للآلهة في 15 تموز. ويسعى كل القائمين على هذه المهرجانات وخاصة المسؤولين التجاريين إلى الحفاظ على العادات التقليدية التي تأسس عليها المهرجان، سواء في المدن أو الأرياف.

2-وجود ارتباط وثيق بين الإبداع الثقافي. والتكنولوجيا الجديدة. حيث أضافت التقنيات الجديدة في الإضاءة إبداعات فريدة. أضفت على الأجواء الاحتفالية مزيدًا من البهجة في الألوان والابتكار في التزيين.

3-الربط بين المصالح الاجتماعية والتجارية. من خلال ما تعكسه المهرجانات من طابع ثقافي وتقليدي. متميز تشارك فيه مختلف شرائح الشعب الصيني.

فمثل هذه الأحداث تتيح للدولة التعبير عن سياستها وتقدمها الفكري والحضاري. في ميادين الإبداع والإبتكار والثقافة وهي مهلة ضرورية للدولة في التقدم اللازم للجمهورية وبناء الإنسان.

قد يعجبك ايضا