معجزة نهوض الصين من دمار زلزال سيتشوان

زلزال سيتشوان في الصين كارثة طبيعية سببت دمار هائل وأودت بحياة مئات آلاف السكان. كما شكلت فجوة حقيقية في الصين ومن كافة النواحي. وبالتّأكيد لم تَشأ الصين الاستسلام لوضعها الراهن والبقاء مَكتوفة الأيدي. بل أدهَشت العالم بقدرتِها على الوقوف من جديد.

لِنستذكر معًا في هذا المقال مجريات أحداث زلزال سيتشوان في الصين، ونسلّط الضوء على أبرز النقاط فيما يخص ذلك.

صفات زلزال سيتشوان في الصين

وفقاً لمركز شبكة الزلازل الصينية، وقع الزلزال في 12 مايو 2008، يقع مركز الزلزال الأولي في محافظة ونشوان أبا التبت، بخط طول 103.279 درجة شرقاً، وخط عرض 31.099 درجة شمالاً، وعمق بؤري يصل إلى 19 كيلومتراً.

كان للزلزال مركز واحد فقط، وكان المقياس مشابهاً لزلزال تانجشان عام 1976 نظراً لأن مركز الزلزال ضحل وانتشرت موجة الصدمة التي تسببت بها إلى نصف آسيا.

حيث حدثت حوالي 72.046 هزة ارتدادية في ونشوان بما في ذلك 311 تابعاً بقوّة أعلى من 4.0، وكان أكبر تابع للزلزال قوّته 6.4.

كما انتشرت الموجات الزلزالية لهذا الزلزال حول الأرض لمدة 6 دوائر، وأثّر على معظم الصين، والعديد من الدول والمناطق في آسيا.

اقرأ أيضًا: زراعة البيض في الصين حقيقة أم خيال؟

أضرار زلزال سيتشوان في الصين

لقد استمرّ الزلزال فقط إلى دقيقتين، ولكن كانت كمية الدمار والخسائر لا توصف أبداً من شدتها. حيث قتل حوالي 69227 شخص. وفقد في الأنقاض 17923. وأصيب حوالي 374643 شخص بدرجات متفاوتة. وقد بلغ إجمالي السكان المتضررين 46.256 مليون.

يعتبر زلزال سيتشوان الأكثر تدميراً منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. كما أنه كان الزلزال الأكثر ضرراً بعد زلزال تانجشان.

دلائل زلزال سيتشوان الصيني

شعر الناس بالزلزال في منطقة لياوينغ في الشمال، وشنغهاي في الشرق، وهونغ كونغ وقوانغدونغ وماكاو وتايلاند وفيتنام في الجنوب، وباكستان في الغرب.

وقبل الزلزال ظهرت العديد من الحالات الغير طبيعية بين الناس، والتي كانت تعتبر نذيراً للزلزال. ولكن لا يزال حتى الوقت الحاضر يُبحث فيما إذا كان لها صلة بالزّلزال.

فلقد هاجر مئات الآلاف من الضفادع إلى قرية تنمو، حيث قال تشو فولين الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة أن الاستجابة غير الطبيعية للحيوانات قبل الزلزال هي استجابة علمية. وستدرك الحيوانات الحساسة التغيرات في الزلزال. فلا يمكن استخدام هجرة الضفادع إلا كمرجع للزلازل المحتَملة. ولا يمكن استخدامها كتنبؤ موثوق قبل الزلازل لأن التنبؤ بالزّلازل صعب جداً.

لكن بعض العلماء صرّحوا قائلين أنه تم اكتشاف علامات الزلزال قبل أيام قليلة. وكما نعلم إنه دائماً تكون الحيوانات أول من يشعر بالزلزال والتغيّرات الأرضية.

شاهد أيضًا: معلومات عن مدينة سوتشو في الصين

موقف السكان من زلزال سيتشوان الصيني

جميع الأشياء التي ذكرناها سابقًا كانت قد تأثرت بالزلزال، مما جعل هذه الكارثة محطّ اهتمام الكثير من الناس. فلقد تم تقديم التبرعات في جميع أنحاء الصين والعالم بقيمة تراكمية تزيد عن 50 مليار يوان. حيث انضم عدد كبير من المتطوعين، وفرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانية في جميع أنحاء الصين وجميع أنحاء العالم إلى إغاثة الناس المتضررين جرّاء هذه الكارثة وإِخراجهم من الأنقاض. إلى جانب مساعدات الأهالي والمواطنين وإيوائهم للمتضرّرين.

آثار زلزال سيتشوان الاقتصادية

تسبب الزلزال في خسائر اقتصادية مباشرة في سيتشوان وقانسو وشمسي ومقاطعات أخرى بلغ مجموعها 845.1 مليار يوان، والصرف الصحي والإسكان والمباني المدرسية والاتصالات والنقل والأمن العام، والتّضاريس. حيث شكّلت خسائر المنازل الخاصة والمساكن الحضرية 27.4% من إجمالي الخسائر. وشكّلت بما في ذلك المدارس والمستشفيات وغيرها من الممتلكات الغير سكنية 20.4%. وهناك خسارات في البنية التحتية والطرق والجسور …

قد يهمّك: معلومات عن منحة جامعة أوتاوا

آثار الزلزال الصيني سيتشوان على الأرض والتضاريس

تسبب الزلزال في حدوث تغييرات واسعة النطاق في أشكال الأرض، وتسبب في عدد كبير من الكوارث الجبلية الثانوية، والتدفقات الحطامية التي استمرت لحوالي 5 سنوات بعد حدوث الزلزال. حيث شكّل الزلزال حوالي 34 بحيرة مسدودة. وألحق زلزال سيتشوان ضرراً كبيراً بالخزانات، فلقد أصبح حوالي 391 خزاناً في سيتشوان في خطر بسبب ذلك الزلزال.

كما تسبب الزلزال أيضًا في حدوث تصدعات وشقوق، وهبوط محلي في جسم السد لخزان zipingpu، وتضررت تسعة سدود في الروافد العليا لنهر مينجيانغ بدرجات متفاوتة بسبب الزلزال.

إليك أيضًا: نبذة عن جامعة تومسون ريفرز

وفي نهاية هذا المقال لا بدّ من الإشارة إلى النهضة الكبيرة التي شهدتها الصين في مرحلة ما بعد الزلزال. إذ أصبحت تحتل المراتب الأولى عالمياً في كافة المجالات. وذلك خير دليل على قوة الصين وإرادة شعبها العظيم.