هضبة اللوس .. أرض صفراء تربعت في قلب الصين

259

هضبة اللوس في الصين هي محور موضوع هذا المقال، لاسيّما وأنّ الصين تحتوي على العديد من العناصر البيئية الجميلة، والتي تشكل مشهداً طبيعياً متكاملاً مع بعضها البعض، مثل الغابات المميزة التي دخل البعض منها في قائمة التراث العالمي.

غير أنها تضم أيضاً هضاب كبيرة جداً، والتي يبلغ عددها أربع هضاب منها هضبة التبت، هضبة منغوليا، هضبة يوننان، وهضبة اللوس التي تعد أكثر تميّزاً من بين الهضاب الأربع، والتي سنتحدث عنها بالتفصيل في السطور القادمة.

لمحة عن هضبة اللوس في الصين

تسمى هضبة اللوس في الصين أيضاً بهضبة التربة الصفراء أو الأرض الصفراء، وتدعى أيضاً بهضبة هوانغتو. تعتبر ذات مساحة كبيرة جداً بالنسبة لغيرها من الهضاب والتي تبلغ حوالي 640 ألف كيلو متر مربع، أي حوالي 250000 ميل مربع.

وتقع هضبة اللوس في الصين حول الجزء الجنوبي من النهر الأصفر أي في شمال الصين. كما تمتد لتغطي كافة المقاطعات الموجودة في شنش، شانشي.

يبلغ ارتفاع الهضبة حوالي 1500 – 2000 م، وهي ذات أرض مستوية، وسماكة اللوس فيها تتراوح ما بين 50 – 80 متر ، وتعد أكثر الهضاب غنىً بالمعادن.

تُعد هضبة اللوس الصينية من أكثر الهضاب احتواءً للوس في العالم، حيث يشكل حوالي 70 % من التواجد العالمي للوس.

اقرأ أيضًا: كيف حول الصينيون صحراء ماو وو سو إلى غابة خضراء

سبب تسمية هضبة اللوس بهذا الاسم

تعود تسمية الهضبة نسبةً للمكوّنات التي تشكلت منها، فكما ذكرنا أنها تحتوي على كميات كبيرة من اللوس أو التربة الصفراوية اللون مما جعلها تأخذ هذا الاسم، لاسيما مع قربها من النهر الأصفر في الصين.

سبب تسمية هضبة اللوس بهذا الاسم

المناخ السائد في هضبة اللوس

يسود الهضبة بشكل عام مناخ شبه جاف وتتأثر بتقلبات الجو دائماً. أيضاً، هطول الأمطار يكون بكميات كبيرة في فصل الصيف. ٨لكنها بالمقابل تتعرض الهضبة لكميات كبيرة من الأشعة الشمسية والتي لها الكثير من الفوائد.

كما كان اللوس يساعد بشكل كبير في التعرف على المناخ السائد في الوقت الماضي. بل ويمكن استخدامها كسجل جيولوجي للمناخ القديم.

شاهد أيضًا: تعرف على البحر الأصفر في الصين

أهمية وجود هَضبة اللوس الصينية

يعتبر اللوس من أفضل أنواع الترب للزراعة، وتعد هضبة اللوس من أكثر الهضاب خصوبةً في الكرة الأرضية. ويعود ذلك لأهمية اللوس وما يحتويه من جزيئات هامة جداً مثل المعادن. مما جعل السكان تعتبرها المورد الأول للعيش. حيث تمَّ استغلالها في زراعة كافة أنواع النباتات والأشجار.

لكن نظراً لأعداد السكان الكبيرة في الهضبة والتي تبلغ حوالي 50 مليون، تم تحويل الهضبة من مكان مميز للزراعة والعيش إلى مكان صحراوي ومتدهور من كافة الجهات. وذلك بسبب الرعي الجائر، وتقطيع الأشجار وإزالة الغطاء النباتي.

وبالتأكيد لم يبقى الوضع كذلك وتم تأهيل المنطقة بأكملها. وإعادة التشجير وزراعة النباتات مما زاد نسبتها مرة ثانية إلى حوالي 34 %. وأيضاً تم تخصيص أماكن للرعي لكيلا يتم تدمير الغطاء النباتي. وكل هذا أدى إلى تحسين أوضاع حوالي 2.5 مليون شخص من سكان الهضبة.

سبب تشكل هضبة اللّوس الصينية

يعود سبب تشكل هضبة اللوس في اا إلى تكسر وتفتت أجزاء من الكرة الأرضية ودمجها وتداخلها مع بعضها البعض. مما يسبب تكونها وتجمعها على السطح فتتكون الهضاب. فلا تكون بشكل طبقات لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الكوارتز.

وثانياً تشكل اللوس الذي يتكون بشكل أساسي من تراكم كميات كبيرة من الطمي والمعادن. وهي مادة حديثة التكوين تجلبها الرياح وتعود جيولوجياً للدور الرباعي. وتكون عادةً ذات لون برتقالي أو أصفر اللون وذلك تبعاً للعناصر الداخلة في تركيبه. وباختلاف ما تجلبه الرياح. وتعتبر تربة اللوس ذات حبيبات ناعمة جداً مما يجعلها ذات تصريف جيّد للمياه.

كما يمكن أيضاً أن تتكون اللوس عن طريق بعض الأنهار وما تحتويه من جزيئات وبالأخص الأنهار الجليديّة. والتي تفتت الصخور والفلزات الصغيرة إلى جزيئات ناعمة جداً ويتم ترسيبها في أماكن كثيرة وبكميات كبيرة ومختلفة من مكان لآخر. مما يجعل اللوس متجانس جداً وذو مسامات كبيرة لتسريب المياه.

قد يهمّك: أفضل مدن الملاهي في كيبيك

في الختام لابد من القول أنّ الصين لم تكتفِ بالتقدم الحضاري الذي وصلت إليه، بل إنها سعت أيضًا للاعتِناء بالمَعالم السياحية والأثريّة التي تميزت فيها لتكون من الأوائل ضمن قائمة التراث العالمي. وهذا ما أشرنا إليه في الحديث عن هضبة اللوس في الصين.

قد يعجبك ايضا