المرأة في الحضارة الصينية | بين فخر و عار

181

لم تحظى المرأة في الحضارة الصينية بمكانة عاليةٍ في معظم مجالات الحياة. فهي كانت دائمًا تابعة لرجل إما والدها أو زوجها أو أولادها. وهذا لا يلغي أن بعض النساء استطعن كسر هذه القيود والتمتع بحياة أفضل.

المرأة في الحضارة الصينية

كان من الأفضل في الصين أن تولد ذكرًا على أن تولد امرأة. حيث أنه من الشائع في مقدمة بعض القصص الصينية ذات الشخصيّات الأنثوية أن تبدأ القصّة بعبارة ” لسوء الحظ ولدت فتاة”. وهذا يعكس الحياة التي كانت تعيشها المرأة في الحضارة الصينية. فقد كان الذكر يتمتع بكافة الميزات والحقوق كونه يعتبر أنه سيخلد اسم العائلة، ويستطيع مساعدة العائلة اقتصاديًا، والمشاركة في الصلوات التي تتضمن الأجداد. وذلك على عكس المرأة التي تعتبر عالة على عائلتها ومن ثم زوجها. فقد كانت المرأة تتبع دائمًا إلى ذكر الذي سيتمثل بوالدها في بيت أهلها، ومن ثم زوجها، وبعد ذلك أولادها فيما إذا توفى الزوج وهذه النظرية كان يطلق عليها ” تابعات الثلاث”، لدرجة أنه كانت بعض العائلات يتخلين عن بناتهم الرضع بعد مدة قصيرة جدًا من ولادتهن، أما البنات اللواتي ينجين ويملكون فرصة جديدة للحياة كان يطلق عليهن إما أسماء أزهار أو حيوانات بأمل الحصول على فرص جيدة في الزواج.

قد يهمك: أجمل مدن الملاهي والألعاب المائية في الصين

مكانة المرأة في المجتمع الصيني
مكانة المرأة في المجتمع الصيني

نظريات عن النساء في الضارة الصينية

ذكرت أهمية المرأة الصينية وإسهامها من الناحية النظرية على الأقل، إذ أعترف بها في المجتمع وفقاً لمبدأ “اليين واليانغ”، ولكن حتى في هذا المبدأ كانت مكانة المرأة الصينية أقل من مكانة الرجل. حيث كان يمثل الذكر “اليانغ” والذي يتمتع بصفات تفوق المرأة الصينية، كونه يرتبط بالصلادة، القوة، والغنى وكذلك اللون الفاتح. بينما كانت المرأة الصينية تمثل “اليين” الذي يرتبط باللين والانحناء، والفقر، كذلك اللون الداكن.

نظرية امرأة هان قبر داهوتينغ

كان من المفترض على المرأة في الحضارة الصينية أن تكون ممتازة في أربعة نواحي وهي: الإخلاص، الحذر عند الحديث، الكدح، وكذلك الأخلاق العالية. فقد كانت عفّة المرأة مهمة جدًا، ومقدرة في المجتمع الصيني. أما النساء اللواتي اعتبرن فاضلات بشكل خاص كالأرامل العفيفات فقد تم منحهن أحيانًا شرف ” النصب التذكاري” أو “الضريح” او “الّلوح التذكاري” بعد الموت فقد كانت أسمائهن تنعى بشكل مشرّف.

نظرية تمثال أنثى صينية

كانت العروس في الحضارة الصينية تذهب للعيش مع زوجها إما في بيته أو في بيت والديه، وذلك مع احتفاظها بلقب عائلتها. فقد كانت العروس تنتقل من بيت والدها إلى بيت زوجها محمولة على كرسي العروس وذلك باعتقادهم كي لا تمسسها الأرواح الشريرة، وذلك بوجود حشد كبير يسير على الأقدام. وبعد ذلك يكون اللقاء الأول بين الزوجة وعريسها، وعادةً بعد تلك المراسيم تقام وليمة طعام للتعريف بقدوم فرد جديد.

قد يهمك: هل الكنديون يشترون الماء؟

زواج المرأة في الحضارة الصينية

كان يتم الزواج بشكل تقليدي في الغالب، إذ ينظّم من قبل الوالدين، فلم يكن هناك أي أهمية للحب. بل كان العامل الرئيسي والمهم هوَ المكانة الاقتصادية والاجتماعية. لم يكن بعض الوالدين ينتظرون أطفالهم حتى يكبرون ليختاروا لهم شركاء حياتهم، بل كانت العملية تتم منذ الطفولة.

وفي أغلب الأحيان كان يتم تزويج الشباب الصينين في بداية عمر العشرينات، أما المرأة فبعد انتهاء سن المراهقة. ولم يسجّل الزواج عند السلطات المحلية. وعند تزويج المرأة في الحضارة الصينية لا تشارك عائلة العروس في احتفالية الزفاف. ولكن يجب على العرسان زيارة بيت عائلة العروس بعد عدّة أيام من الزفاف لتقديم الاحترام. وتمثل طقوس الزفاف هذه دليلًا على أن جسد العروس وإخلاصها وخدماتها قد سلّم إلى عائلة أخرى.

وفي الختام، كانت تعاني المرأة قديمًا في مختلف الحضارات وليس فقط المرأة في الحضارة الصينية، ولكن تطوّر الزمن لتصبح المرأة عاملًا أساسيًا ومهمًا في معظم المجتمعات.

(1 صوت واحد) - 5/5
قد يعجبك ايضا