سياسة الصين الواحدة والمواقف الدولية منها
إن سياسة الصين الواحدة هي سياسة تؤكد أنه لا توجد سوى دولة واحدة، ذات سيادة وهي الصين. وتتلخص سياسة الصين الواحدة في الاعتراف بالموقف الصيني الذي يقول بأن هناك صين واحدة فقط. وأن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، حيث تعتبرها الصين إقليمًا متمرداً لا بد من العودة يوما ما إلى حضن الوطن.
وذلك على عكس وجود فكرة دولتين الأولى جمهور الصين الشعبية والثانية تايوان وسنتعرف في مقالنا هذا بشكل أوسع عن سياسة الصين الواحدة.
ما المقصود بسياسة الصين الواحدة
إن سياسة الصين الواحدة هي أن هناك دولة واحدة فقط اسمها الصين، على الرغم من وجود حكومتي كل من جمهورية الصين الشعبية، وحكومة تايوان.
وأن سياسة الصين الواحدة تختلف عن مبدأ الصين الواحدة. فهذا المبدأ يؤكد أن كلاً من تايوان وبر الصين الرئيس. هما جزئيان لا يمكن تجاهلهما في الصين الواحدة. وهي السياسة الحالية لحكومة الصين الشعبية
فإن كلا من الحكومة الصينية والتايوانية يتفقان على أن هناك دولة واحدة، ذات سيادة، تضم بر الصين الرئيسي وتايوان.
ولكن تختلف الحكومتان جمهورية الصينية الشعبية والتايواني على الحكومة الشرعية بتلك الدولة.
وقد تختلف سياسة بعض الدول حيال هذا الموضوع حسب مصالحها وقد تراعي العديد من الدول سياسة الصين الواحدة. على خلاف فكرة وجود دولتين الأولى هي جمهورية الصين الشعبية والثانية جمهورية الصين أي تايوان، واللتان يضم اسمهما الرسمي اسم الصين.
مضمون سياسة الصين الواحدة
إن الصين تستخدم مصطلح مبدأ الصين الواحدة في اتصالاتها الرسمية على الرغم من أن الحكومة التايوانية تدعي بأن الجزيرة مستقلة.
ولكن لا يمكن لأي دولة أن تقيم علاقة مع جمهورية الصين إلا أن تقطع علاقاتها مع تايوان. وهذا أدى إلى أن تصبح تايوان الدبلوماسية معزولة عن المجتمع الدولي جزئياً.
اقرأ أيضًا: قانون الاستثمار الأجنبي في الصين
المواقف المختلفة عن سياسَة الصّين الواحدة
لقد اعترف الكثير من الحكومات ومنها الولايات المتحدة مبدئيًا بتايوان نتيجة خلافها مع الصين والحزب الشيوعي.
ولكن سرعان ما عادة العلاقات الثنائية بين أمريكا والصين الشعبية، مما أدى إلى قيام معظم الدول العالم بقطع علاقاتها مع تايوان لصالح الصين.
وهناك دول لا تزال تقيم علاقات غير رسمية مع تايوان من خلال المكاتب التجارية والمعاهد الثقافية.
كذلك ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية حليفاً مهماً لتايوان من ناحية التسليح والناحية الأمنية. ولكن واشنطن حتى اليوم لم تعترف بتايوان دولة مستقلة.
لأن الدولة التي تقيم علاقة مع الصين الشعبية يجب عليها قطع علاقاتها مع تايوان والعكس صحيح
ويترتب على ذلك اعتراف واشنطن بعلاقاتها الرسمية مع العاصمة التايوانية على الرغم من احتفاظها بوجود دبلوماسي غير رسمي في تايوان بوجود علاقات أمريكية قوية تقوم واشنطن بتزويد تايوان بالأسلحة بشكل دائم ومستمر.
كما تقيم الولايات المتحدة علاقات رسمية مع الصين الشعبية، في حين لا تقيم علاقات رسمية مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليم غير قانوني لا بد من أن يعود إليها.
موقف الدستور الصيني من سياسة الصّين الوَاحدة
- إن تايوان جزء من الأراضي المقدسة لجمهورية الصين الشعبية يجب إعادتها إلى حضن الوطن.
- يتضمن أيضًا ألا يكون سوى صين واحدة في العالم ينتمي كل من البر الرئيسي وتايوان إليها.
- كما أن سيادة الصين ووحدة أرضها لا يمكن أن تقسم.
- حماية سيادة الصين ووحده أراضيها واجب مشترك لجميع الصينيين بمن فيهم أبناء تايوان.
- التمسك بمبدأ الصين الواحد هو أساس أعاده التوحيد السلمي للبلاد، وأعاده توحيد البلاد من خلال الوسائل السلمية، يخدم المصالح الأساسية للمواطنين الصينيون جميعًا.
قد يهمّك: مستقبل الاقتصاد في كندا
المواقف الدولية من مبدأ الصّين الواحدة
توجد معارضة لمبدأ الصين الواحدة من أنصار حركة استقلال تايوان والتي تسعى إلى إقامة جمهورية تايوان وتنفصل عن الصين وتسمى القومية التايوانية أي تغيير الهوية الذاتية لدى مواطنين تايوان.
كل ما سبق هو أساس لإقامة الصين علاقات دبلوماسية مع 181 دولة بما فيها الولايات المتحدة. كما أنه توافق دولي. وهو المبدأ الأساسي للعلاقات الدولية مع الصين الشعبية.
غير أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بعدم الاعتراف بتايوان أدى إلى عزلتها عن العالم. ولقد أصدرت الحكومة الصينية مؤخراً كتابا أبيض عنوانه قضية تايوان وإعادة توحيد الصين الذي يبين بشكل كامل كل الملابسات التاريخية لمسألة تايوان. كما يبين سياسات الصين والحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني من هذه القضية، ويبين أراده راسخة وعزيمة قوية على توحيد الوطن.
وفي الختام نتمنى تسوية المواقف في القريب العاجل، يجتمع كل أفراد الصين بما فيها تايوان بغض النظر عن المكان الجغرافي والسياسات المفروضة.
