ما المقصود بعادة ربط القدم عند الصينيين

35

عادة ربط القدم عند الصينيين من أبرز العادات والتقاليد السائدة في المجتمع الصيني منذ القدم، لكن ما قصة هذا التقليد؟ وما الذي جعله متوارثًا عبر الأجيال؟. كما سنتعرف على ذلك وأكثر في هذا المقال.

ما المقصود بعادة ربط القدم عند الصينيين

يقصد بعادة ربط القدم ممارسة ربط محكم على أقدام الفتيات الصغيرات بهدف تعديل شكل وحجم القدم لديهن، انتشرت تلك العادة عند الصينيين منذ القرن العاشر وبقيت مستمرة حتى بداية القرن العشرين. كما كانت عادة ربط القدم أحد السمات الجمالية إضافة إلى كونها أحد الرموز الجمالية التي انفردت بها النساء الصينيات.

عرفت تلك الممارسة بكونها شديدة الألم فهي تحد من حركة النساء الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث إعاقة تامة لديهن، وقد سميت سابقاً بأقدام اللوتس.

ما المقصود بعادة ربط القدم عند الصينيين

تاريخ عادة ربط القدم عند الصينيين

نشأت عادة ربط القدم بين نساء الطبقة العليا وراقصات البلاط الملكي في فترة الأسر والممالك العشر ذلك خلال القرن العاشر في الصين. وبعد ذلك شاعت تلك العادة بين الصفوة أثناء حكم سلالة سونغ الحاكمة، لتنتشر بعدها بين جميع الطبقات على يد سلالة تشينغ الحاكم غير أن الشكل الأكثر شدة لتلك العادة ظهر في القرن السادس عشر.

بلغ عدد النساء المتعرضات لربط القدم في القرن التاسع عشر في الصين بنسبة 40- 50 % من إجمالي النساء الصينيات و100% من نساء الطبقة العليا تعرضن لها.

قد يهمك: ابتكارات الصين في مجال الطب

نشأة عادة ربط القدم قي الصين

تروى إحدى القصص عن عشيقة إمبراطور سلالة تشي الجنوبية شاو باوجوان المسماة يوانو، التي كانت تمتلك أقدام منمقة وكانت تحب الرقص على أرضية مزينة بزهرة اللوتس. فعبر الإمبراطور عن إعجابه حين قال يزهر اللوتس من كل خطوة تخطوها، فكان وصف اللوتس دال على تلك الأقدام المربوطة.

يقول البعض بأن تلك الممارسة نشأت منذ الإمبراطور لي يو في القرن العاشر في التانغ الجنوبية قبل سلالة سونغ. كانت زهرة لوتس الذهبية بطول ستة أقدام تقريباً تم تزيينها بالأحجار الكريمة واللؤلؤ. ومن ثم طلب من عشيقته ياو نيانغ أن تثني قدميها وتربط عليها الحرير الأبيض على شكل هلال وأن تقوم بتأدية رقصة الباليه على أطراف أقدامها على اللوتس.

كما تقول الرواية بأن رقص المرأة كان عذباً للغاية لدرجة أن غيرها من النساء قمن بتقليدها في تلك الرقصة. في نهاية سلالة سونغ شرب الرجال من حذاء خاص يحتوي كعبة على كأس صغير. تمت تسمية تلك الممارسة بنخب اللوتس الذهبية التي استمرت حتى نهاية سلالة تشينغ.

اختفاء عادات ربط القدم

عارضت الكتابات الصينية عادة ربط القدم. وقد كان الكثير من المتمردين لم يمارسوا عادة ربط القدم على نساءهم حيث كانت محظورة. كما قام التبشيريون المسيحيون بتوفير التعليم لبناتهم وحثوا على إيقاف تلك الممارسة التي نعتوها بالبربرية.

الحركة المناهضة لطي القدمين شددت على الأسباب العملية والوطنية بدلاً من الأسباب النسوية التي دعت لإلغاء الالتزام بطي القدمين سيؤدي إلى صحة أفضل.

أمراء الحرب المحليين مثل يان شيشان في شانشي شاركوا في حملتهم المستمرة ضد تلك الممارسة. كما قامت تلك الحكومات التابعة لنظام نانجينغ اللاحق بفرض الحظر. وقد أحرزت تلك الحملة نجاحاً كبيراً في الكثير من المناطق.

أظهرت الإحصائيات الأخيرة أنه في حين أن 2.3% فقط من الفتيات المولودات حديثاً لم تكن أقدامهم مطوية. كما أصبح ما يقارب 95% من الذين ولدوا بعد العام 1910 لم تكن أقدامهم مطوية.

اختفت ممارسة طي القدم بصورة تامة مع حلول القرن الحادي والعشرين ولم يبق سوى بضع نساء مسنات مطويات الاقدام في الصين. وبحلول عام 1999 قامت الصين بإغلاق آخر مصنع لأحذية اللوتس وهو المصنع المعروف باسم أحذية زيتشيانغ في هاربين.

اقرأ ايضاً: ما هي الموارد الطبيعية في كندا

تلك كانت أبرز المعلومات حول عادة ربط القدم في الصين، يمكنكم الاطلاع على المزيد عن الحياة في الصين. والعادات والتقاليد السائدة عبر التاريخ الصيني من خلال زيارة موقعنا مرحبا الصين.

قد يعجبك ايضا