احتفل معنا بمناسبة عيد منتصف الخريف الصيني

46

لكل مجموعة سكانية في عالمنا مجموعة من العادات والتقاليد التي تبرز سمات تلك المجموعة ومن أهم تلك التقاليد هي الأعياد التي تجلب البهجة. من أهم تلك الأعياد في الصين هو عيد منتصف الخريف الصيني. ويعتبر هو ثاني أهم تقليد هناك.

عيد منتصف الخريف الصيني

عيد منتصف الخريف الصيني أو ما يسمى بتشانغ تشيو الذي يصادف ليلة اكتمال القمر في منتصف الخريف أي في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن بحسب التقويم الزراعي الصيني والمصادف لتاريخ 10 سبتمبر من كل عام. ويعد ثاني أهم الأعياد في الصين ويعبر الناس من خلاله عن فرحهم بموسم حصاد وفير. وفي ذلك الوقت من العام تتفتح أزهار الأوسمانثوس المشهورة هناك والمعروفة برائحتها العطرة وعبقها المنعش. ويتعطر الناس بعطر الأوسمانثوس ويضيفون نكهته لجميع مأكولاتهم في يوم العيد.

قد يهمك: عادات وتقاليد عيد الميلاد في كندا

عيد منتصف الخريف الصيني
احتفالات عيد منتصف الخريف الصيني

طقوس عيد منتصف الخريف الصيني

كما نعرف لكل مناسبة أو تقليد طقوس خاصة بها ونحمل في جعبتنا لكم مجموعة من أهم طقوس عيد منتصف الخريف الصيني وهي:

  1. اجتماع الأسرة. من أجمل تقاليد هذا العيد هي اجتماع جميع أفراد الأسرة والتفرغ الكامل لهذا التقليد فهو يعد من أفضل المناسبات الاجتماعية التي تقوي الارتباط بالعائلة بشكل كبير سواءً كانت كبيرة أو صغيرة.
  2. مشاهدة القمر. بالطبع بما أن القمر من أهم طقوس العيد فيجتمع جميع الناس مع أسرهم لمشاهدة اكتمال القمر والتمتع بجماله وخصوصاً أنه يعد رمز للألفة والمحبة في الثقافة الصينية.
  3. تناول كعك القمر. وتسمى بالصينية يويه بينغ وهي من أهم مأكولات العيد التي تعد تقليداً متوارثاً منذ ألف عام وتمتاز بشكلها الجذاب ومذاقها اللذيذ. حتى أنها أصبحت منتشرة ومعروفة ومرغوبة في كل أنحاء العالم ولم تعد مقتصرة على الصين فقط.
  4. اللعب بالفوانيس. وهذا من أهم التقاليد المبهجة للأطفال إذ أنهم يمضون ليلتهم باللعب بالفوانيس المضيئة التي تمنحهم البهجة والسعادة بجانب تناول المأكولات والحلويات المختلفة.
  5. المهرجانات. يقام العديد من المهرجانات للاحتفال بهذه الليلة سنوياً وتضم العديد من النشاطات الفنية والثقافية المختلفة. كما تقوم العديد من المحال بتقديم عروض خاصة في هذه الليلة.

قد يهمك: عيد الحب الصيني

الأسطورة المتعلقة بعيد الحصاد

قصة هذا التقليد قديمة جداً تعود لسنة 256 قبل الميلاد حيث كان الأباطرة فقط من يحتفلون بتلك الليلة ومن ثم انتقلت للأثرياء في البلد. لتصبح بعدها تقليداً شعبياً يحتفل به كل الشعب الصيني في عام 800 م تقريباً وصار عيداً رسمياً حوالي عام 1790 تقريباً. ويتناقل الناس الأساطير حول القمر في تلك الليلة وأبرز تلك الأساطير هي أسطورة تشانغ آه.

تحكي الاسطورة عن رجلٍ وجد أعشاباً سحرية تمكنه من الصعود إلى القمر. وفي بعض الروايات أن الآلهة أعطته دواءً سحرياً. تمكنه تلك الأعشاب من الصعود للقمر وبالتالي يصبح إلهاً. فأحضرها إلى زوجته تشانغ آه التي كانت معروفة بجمالها الأخاذ ليذهبا معاً ويصبحا إلهين. لكن الكمية لم تكن كافية سوى لشخص واحد فخبأها الرجل لكن تشانغ آه وجدتها وأخذتها  خلسةً وصعدت لوحدها. وفي أسطورة أخرى تقول أن الزوج أعطاها لزوجته وفضلها على نفسه فصارت خفيفة وطارت إلى القمر وصارت إلهة. وكرد جميل لزوجها قامت بمباركة الزرع لينتج الحصاد الوفير في هذا اليوم.

يعتبر الناس كعك القمر يويه بينغ محاكاة للأعشاب التي صعدت بفضلها تشانغ آه إلى القمر. ويقال أنها هي أول من صنع كعك القمر وصار الناس يقلدونها. ويحتفلون بذلك اليوم من خلال ذلك الكعك.

في نهاية هذا المقال نذكر أن أكثر ما يميز عيد منتصف الخريف الصيني. هو تقوية الروابط الاجتماعية بغض النظر عن المعتقد أو الأساطير السائدة. وأنه مناسبة اجتماعية ضخمة تدخل السرور لكل القلوب.

قد يعجبك ايضا