الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا

61

الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا من أكثر المواضيع بحثًا من حول العالم، فالحرب الاقتصادية هي نزاع  مُنَظَّم مستمر لفترة طويلة، يقوم بين دول أو كيانات مختلفة، وهي صراع على الموارد الاقتصادية، والسيطرة على أسواق وممتلكات وثروات الدول الأخرى، مثل الماء ومصادر الطاقة.

وتتميز الحروب الاقتصادية بالضغط المالي والفوضى الاجتماعية، كما تسبب الحرب الاقتصادية الدمار الاقتصادي بين الأطراف المُتنازِعة. وتولدت الحرب الاقتصادية نتيجة تطور الحروب في العالم من حروب عسكرية إلى حروب اقتصادية صعبة وسعي نحو كسب المصالح، وحروب أخرى قاسية ومدمرة، تعالوا معنا لنتعرف أكثر عبر موقع مرحبا الصين عن كل ما يخص الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا.

اقرأ أيضًا: شركة سامسونج العالمية في الصين

أهم الحروب الاقتصادية في العالم

توسع مفهوم الحرب الاقتصادية ليَشمل جوانب الاقتصاد عامةً، فكانت لهذه الحروب أهداف ومساعي مختلفة، ونذكر أهم هذه  الحروب: الحروب النفطية، والعقوبات الاقتصادية، وحروب أسعار الصرف، وحروب الفيروسات، وحرب التكنولوجيا الحديثة، وحروب التجسس الاقتصادي، وعمليات غسل الأموال، وحروب تمويل الإرهاب الناتج عن تجارة السلاح، وحروب الإشاعات الاقتصادية وهي الأخطر لأنها تؤدي إلى انهيار اقتصاد دول بأكملها، ومن ثم فرض الحصار الجوي والبحري وتجميد الأموال لهذه الدول.

أهم الحروب الاقتصادية في العالم
أهم الحروب الاقتصادية في العالم

هدف الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا

تهدف الحروب الاقتصادية إلى قطع الموارد الاقتصادية الهامة والتحكم بالدولة المراد إضعافها، فالحروب الاقتصادية هي الأشد فتكًا، لأنها متعلقة باقتصاد دول وإخضاع حكوماتها للضغط عليها من أجل قبول قرارات معينة لا تقبلها هذه الحكومات في الحروب العسكرية.

قد يهمك: الزراعة في الصين

الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا

يعد اقتصاد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية، حيث أن الصين الشعبية شهدت تنمية اقتصادية سريعة ومستقلة بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، كما حققت الصين إنجازات في المجال الاقتصادي والاجتماعي والصناعي وفي مجال التقدم التكنولوجي وغيره الكثير. حيث انتقلت الصين من دولة فقيرة إلى دولة قوية، إذ أنها تعتبر من أهم الدول الاقتصادية خلال العقود الماضية، كما أنَّ الحرب الصينية تشكل محوراً مركزياً بالنسبة للبلاد النامية، فمستقبل مئات الملايين من سكان العالم رهين بمستقبل الصين وخصوصًا الدول النّامية.

لقد شعرت الولايات المتحدة الامريكية بخطورة تطور المارد الصيني المتنامي النفوس في كل العالم، والسبب في ذلك هو عجز الاقتصاد الأمريكي عن التزايد المستمر، وبسبب ارتفاع الواردات الصينية إلى أمريكا بشكل متسارع أكثر من الصادرات الامريكية إلى الصين، أيضًا بسبب حجم التبادل التجاري، وحقوق الإنسان من المنظور الأمريكي، والخوف على الأمن القومي لأمريكا، مما أدى لنشوب الحرب الاقتصادية الدولتين.

الحرب الباردة بين الصين وأمريكا

الحرب الباردة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص وحلف شمال الأطلسي عمومًا، مستمرة منذ عدة عقود في دوامة الإجراءات المضادة من قبل البلدين، فالتطور الاقتصادي التي وصلت إليه الصين أثار القلق لدى الأمريكيين المُسيطرين على العالم، وفي هذه الفترة كانت جمهورية الصين الشعبية خلال العقود الماضية تؤسس وتستعد بصمت لهذه الحرب وبكل ما تملك.

قد يهمّك: العرب في الصين

من يقود الاقتصاد العالمي في المستقبل

لم يعد بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية الهيمنة على الاقتصاد العالمي والاحتفاظ بقوتها الاقتصادية، رغم أن قوتها كدولة عظمى مهيمنة لن تتخلى عنها بسهولة لصالح أي قوة أخرى. لقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها جميع الطرق لإسقاط الاقتصاد الصيني لكن دون جدوى، حيث إن الصين استطاع تقليص الفارق من الناتج المحلي بينها وبين الولايات المتحدة، كما شجعت الحكومة الصينية على زيادة الطلب على المنتجات، فجمهورية الصين الشعبية هي المستفيد الأكبر من التجارة المشتركة مع أمريكا بفارق تجاري كبير لصالح الصين.

لم تتمكن أمريكا من إيقاف المارد الصيني عند حد معين ولا حتى إيقافه بالحرب بالاقتصادية، فحاربته بالطرق القانونية وباءت مُحاولاتها بالفشل، ولم يبقى سوى خيار وحيد بالنسبة إلى أمريكا، وهو الحرب العسكرية، وكل ذلك من أجل إضعاف الدولة الصينية واقتصادها، ولتستعيد الولايات المتحدة هيبتها ومكانتها المرموقة بين جميع الدول العظمى في العالم.

الهواجس الأمريكية من الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا

هناك عدة مخاوف تثير رعب أمريكا من زعزعة مكانتها الاقتصادية في العالم، ومن أهم هذه المخاوف:

  • التوسع الاقتصادي للصين الشعبية، والتقدم التكنولوجي هو ما يؤرق أمريكا.
  • التوسع الصيني عالميًا أي طريق الحرير الجديد، حيث تضمن الصين وصول منتجاتها إلى أغلب سوق العالم.
  • وجود قواعد صينية في القارة السمراء، حيث أن أكبر مخاوف أمريكا تتجسد في تهديد أمنها القومي وخاصة أن الصين تتمدد في أفريقيا وهي أكبر تجمع للدول النامية.
  • التقدم التكنولوجي الصيني وقدرات أنظمة الذكاء الاجتماعي وقوة التغيير الحاصل في مجال التكنلوجيا الصينية، إذ يهزم التكنولوجيا الامريكية ويهدد مكانتها، فالصين تقف في مواجهة الاحتكار التكنولوجي الأمريكي.
  • والجدير بالذكر أن العلاقة بين روسيا والصين تقلق أمريكا، ولايمكننا أن نتجاهل الدور الروسي القوي في هذا الصراع، فالشراكة الصينية الروسية تؤرق أمريكا وحلفائها، فهناك رسائل قوية من قبل الصين وروسيا ظهرت في أكثر من موقف ومكان لهذه القوة المتنامية ضد الهيمنة الأمريكية هو حلف شمال الأطلسي.
الهواجس الأمريكية من الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا
الهواجس الأمريكية من الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا

في الختام يمكن القول أن الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا من الحروب طويل الأمد، فالخيارات مفتوحة على كل الاحتمالات، والصين وشريكتها روسيا لن يستسلما في وجه الرأسمالية المتمثلة بالولايات المتحدة وحلفاءها، كما أن الحرب الاقتصادية هذه ليست محصورة على مجال تبادل السلع، لكنها وصلت إلى المنافسة الشديدة على من يملك الفضاء في المستقبل، والصين الشعبية لم تعد تقبل أن تبقى ضعيفة ومتواضعة ومُراقِبة للأمور، بل تسعى لأن تكون فعالة فيه، وما على العالم أجمع إلا أن يراقب إلى أين تذهب الأمور.

قد يعجبك ايضا